الإعلامية نبيلة أزرقان "أفضل أن آخذ هديتي في عيد الحب بالتقسيط المريح"
يوم 14 فبراير ستلهب المشاعر احتفالا بعيد العشاق "سان فلانتان" ومعها الأسواق كإعلامية كيف تفسرين اهتمام المغاربة بهذا العيد؟ أهو حنين إلى المشاعر القوية والجياشة أم انتعاش لسوق راكدة؟
كل لحظة نقتطعها من الفرح هي مدعاة للبهجة جميل أن نرى العالم وقد ارتدى حلة حمراء.. ذالك الأحمر القاني بنبضه المثير بلون سكون أيامنا الرتيبة فيتسارع إيقاعها على دقات قلوب منتشية بإحساس رائع في مجتمع أصبح فيه الرجل المغربي أكثر تحررا في الإعلان عن مشاعره كل ما يحفز فينا فعل الاحتفال و الوعي باستثنائية اليوم التجمل والبحث عن هدية أو مجرد تذكر يوم خاص بالحب والإعلان عن تلك المشاعر في حد ذاته أعتبره هدية
وكيف تحتفل نبيلة بعيد العشاق؟ أم هو يوم كبقية الأيام؟
بصراحة أقول ليس لي حبيب كل مشاعر الحب تستحوذ عليها ابنة أخي الوحيد "ريما" هي الحب ديالي ومدللة وأميرة قلبي لو كان لي حبيب لكنت وددت أن يتذكرني في مناسبة خاصة بشكل يخرج عن المألوف بطبعي لا أحب الأشياء العادية والتي يقبل عليها الجميع على نمط استهلاكي وتقليد لما هو سائد تكفيني كلمة صادقة ونظرة حنونة من أعماق القلب بصراحة أحب أن أخذ هديتي في عيد الحب بالتقسيط المريح مجزأة على مدار السنة جرعة حب يومية طيلة 365 يوما بالنسبة لي تكون أبلغ تعبير عن الحب الصادق برأيي الحب أشبه بوردة في حاجة إلى رعاية يومية حتى لا تذبل
هل يمكن أن نعتبر أي عيد الحب فرصة للأزواج لإعادة النظر في علاقتهم التي أصابها الفتور؟
الشباب يقبلون على الاهتمام بهاته المناسبة هي ضرورية لتمتين العلاقات التي يترصدها الملل بفعل الحياة اليومية وإكراهاتها ضغط الواجبات اليومية ومشاكل الاعتناء بالبيت والأسرة تشغل الأزواج عن هاته البادرات عيد الحب يعيد إشعال جذوة أحاسيس ربطت بين قلبين اختارا المضي سويا في درب الحياة
ما هي مواصفات فارس أحلامك؟
فارس الأحلام يعتلي فرسه في عالم الخيال لا أتصور نفسي سندريلا في انتظار فارس بموصفات خارقة أنا واقعية جدا أؤمن بالنصيب بالنسبة لي المحدد الأساسي في اختيار فارس على أرض الواقع هو الارتياح والاطمئنان والثقة المتبادلة بين الطرفين عندي حساسية مفرطة للزيف والخداع أنا بسيطة وتلقائية جدا, ربما ألامس حدود السذاجة لا أحب الناس المتكلفين لأن ادعاء طباع مصطنعة سرعان ما ينكشف لو كان لي أن أتمنى موصفات محدودة أريد رجلا بحنان والدي حين أضع رأسي في حضنه ينسيني العالم الإحساس بالأمان هو ما أبحث عنه في الرجل الذي يشاركني درب الحياة غير آبه بالمظاهر مقتنع بأنه اختيار القلب والعقل وفيه تجد الروح توأمها, بغيت راجل حنين بزاف يقبل على هبالي ومتفهم لطبعية عملي وإكراهاته
هل يعتبر الرجل في حياة المرأة الإعلامية مساعد أن عائقا أمام ارتقائها إلى مستويات أعلى؟
الإعلامية ككل فتاة مغربية تبحث عن رجل عصري لكن بشهامة الرجل المغربي الأصيل من المعايب على الإعلاميات أن كفة العمل هي الغالية في حياتهن عملنا الصحفي لا يعترف بالمواقيت المعتادة نعمل صباحا كما ليلا حتى ساعات متأخرة وحتى أيام العطل منذ سنوات وكلمة نهاية الأسبوع والأعياد ملغاة من قاموسي التزاماتنا اليومية تستغرقنا وتنتفي معها كل إمكانية حياة اجتماعية وأسرية عادية ناهيك عن المهام التي تضطرك للسفر داخل المغرب أو خارجه هي حياة خارجة عن سياق المألوف متجددة لا مكان فيها للملل.. أن يتحمل تبعتها الأسرية الرجل المغربي ليس بالأمر الهين فالعقلية الذكورية مستحكمة فيه مهما حاول أن يبدو منفتحا
ماذا عن بدايتك؟
مشيت في درب الصحافة مبكرا بعد حصولي على الباكلوريا اجتزت مباراة ولوج المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط سنة 1998 عن اقتناع وولع بمجال الإعلام علاقتي بالتلفزيون بدأت وأنا لم أتجاوز 18 من عمري في أول تدريب بالتلفزة المغربية في قسم الأخبار آنذاك كان تلمسي أولى معالم العمل الميداني التكوين الأكاديمي أساسي لإخراج صحفيين متمكنين من أدوات اشتغالهم وميكانيزمات المهنة المجال السمعي والبصري كان دائما في قلب اهتماماتي لذا اشتغلت في بحث تخرجي على الخدمة الإخبارية بالمغرب منذ نشأتها وتحليل مضمون النشرات الإخبارية
في سنة 2004 قررت التلفزة البحث عن وجوه جديدة في إطار توجه لتجديد الدماء داخل قسم الأخبار فاجتزت كاستينغ فتم إخباري ضمن مجموعة الشباب أتيحت لهم الفرصة وآمنت الإدارة آنذاك بقدرتهم على تشبيب وضخ دماء جديدة منذ ثمان سنوات انطلق مساري بالتلفزة المغربية فبدأت عملي كصحفية مقدمة للأخبار وأنا في سن أعتبرها صغيرة لم يكن عمري يتجاوز حينها 23 سنة الأمر كان له رهبته بالموازاة أنجز الروبورطاجات العمل الميداني بالنسبة لي لا يقل متعة وهو المرتكز الأساسي الذي يصقل مهارات الصحفي
هل يمكنك تقريبنا من طبيعة عملك؟ أي ما هي المراحل التي يقطعها عمل مقدم نشرة الأخبار ؟
تقديم النشرات الإخباريةهو نتاج عمل جماعي بوثقة تنصهر فيها جهود الجميع من صحفيين ومصورين وموضبين ومخرجين وتقنيين, البدء بندوة التحرير التي يتم فيها الاتفاق على المواضيع التي تتضمنها النشرة الإخبارية وفقا لرؤية هيئة التحرير ضغط الزمن حاضر بشكل يومي في عملنا فغالبية المواضيع تكون في طور التصوير أو التوضيب وبالتالي الكل يركض ضد عقارب الساعة فدليل النشرة يتغير مرارا وتكرارا خلال بضع ساعات تبعا لآخر الأخبار وتطورات الأحداث وجاهزية المواد التي ستبث هاته المواكبة تستنزف جهدا كبيرا يتعين على المقدم إعداد تقديماته للمواضيع بشكل جذاب يغري متبعتها والتنسيق مع رئيس التحرير ورئيس النشرة والمخرج فيما يتعلق بالمواد المعروضة ترتيبها جوانبها التقنية هذا التنسيق يتواصل مباشرة على الهواء في كثير من الأحيان فضبط الأعصاب والتمكن أمام الكاميرا يصير ضرورة حتمية وتحويل التوتر إلى شحنة ايجابية تنعكس على ملامحك ونبرة صوتك وحضورك في البلاطو
هل تحمل ذاكرتك طريفة أربكتك وأنت على الهواء مباشرة؟
توجد شاشات تعرض الصور داخل الأستوديو وذات مرة كان تقنين يتابعها على إحدى الشاشات لعب الخط على القناة الثانية وكان الاثنان يتناوبان على تغيير ما بين القناة ومتابعة الأخبار التي كنت أقدمها مباشرة وفي إحدى المرات تجادلا الأمر كان يضحكني وأنا أقدم على المباشر الحفاظ على الهدوء كان صعبا بالنسبة لي إذ ما تملكتني نوبة ضحك فإنها لا تنتهي درجت العادة في النشرة الإخبارية الأخيرة أن يكون تقرير توقعات الأرصاد الجوية آخر المواد المعروضة بعدها يسارع مهندس صورة إلى إطفاء الكاميرات و البرومتور ظنا منه أن النشرة انتهت الأمر كان كذالك في إحدى المرات إلا أن النشرة كانت ما تزال مستمرة أطفئ البرومتور فتابعت بابتسامة ارتجال ما كنت أقوله
أي دور سيكون للمرأة في المجال الإعلامي خلال المرحلة المقبلة التي ستعتمد دستورا جديدا والأحزاب السياسية لم تستوزر طاقات نسائية؟
من المحبط أن يتم التراجع عن استوزار السيدات بعدما كان الحضور النسائي لافتا الأمر يشي بهيمنة العقلية الذكورية بلادنا تحفل بكفاءات نسوية قادرة على التجبير ووضع رؤى إستراتيجية وتطبيقها على أرض الواقع الإعلام ما هو إلا انعكاس لحياة سياسية والتغيير هو مطلب ملح ينادي به الجميع
لماذا انحصر وجودك الإعلامي في تقديم نشرات إخبارية في حين هناك خصاص على مستوى إعداد وتقديم برامج حوارية من قبل النساء؟
جزء لابأس به من وقتي أخصصه للعمل الميداني وإنجاز الروبورطاجات بالنسبة للبرامج كنت خضت تجربة تقديم برنامج أسبوعي/ روبورطاجات بلا حدود/ وقد حاز على جائزة عربية في تونس قبل ست سنوات علينا أن نطرح موضوع الخصاص في البرامج الحوارية على مستوى الكم من قبل التطرق إلى التواجد النسائي الأمر رهين باختيارات وتوجهات المؤسسة إذ غالبا ما يسند كل ما له صلة بالاجتماعي والأسري إلى الوجوه النسائي في تغييب طوعي للكفاءات الغائبة وإنما الرغبة والإيمان بقدراتها تقديم البرامج الإخبارية يأتي كمرحلة لاحقة تفرض نفسها في المسار المهني على اعتبار أن أشهر البرامج الحوارية مرتبطة بمقدم نجم بالنسبة لي يستهويني العمل الميداني أكثر طموحي هو إعداد برنامج للتحقيقات أو الروبورطاجات إنه يرضي تطلعاتي المهنية
0 التعليقات