سنابل الطفولة
الأحد 4-3-2012
- من الصفحات المشرقة في تاريخ استقلال سورية ...
الأحد 4-3-2012
- من الصفحات المشرقة في تاريخ استقلال سورية ...
![]() |
هب الشعب العربي في دمشق، يحمل السلاح ويواجه الغزاة المستعمرين وتحولت البيوت في جميع أحيائها إلى معاقل( الأماكن الحصينة) تقذف القنابل وتمطر الرصاص، وغدا كل مواطن ثائراً( دفاعاً عن المدينة الجميلة) وانطلق المجاهدون في سبيل حرية الوطن يواجهون قوى الغزو الاستعماري في أحياء ثلاثة من المدينة فأجبروها على التراجع في عدة اصطدامات ولكنهم في حي الشاغور واجهوا كتيبة من دبابات( الغزاة المستعمرين) الضخمة سدت عليهم المنافذ ووقفت في وجوههم بقوة وثبات غير أن ذلك لم يخفهم، فاندفعوا يواجهون الدبابات إلا أنهم كانوا يتراجعون عنها في كل هجوم بعد أن تحصد طلائعهم بنيران رشاشاتها، عن ذلك رأى المجاهدون ضد الغزاة المستعمرين أن يتراجعوا ويتخلوا عن الأماكن التي احتلوها في الصباح من هذا الحي وحين بادروا،ا إلى تنفيذ ذلك وجدوا أن العدو الغازي المستعمر قد طوقهم من الخلف أيضاً، وأحاط بهم من كل الجهات، ثم سدد نحوهم رشاشاته ومدافع دباباته، وأخذ يمطرهم بوابل( مطر شديد) من الرصاص والقذائف.
وأيقن المجاهدون في سبيل استقلال سورية، أنهم هالكون لا محالة فصمموا على أن يموتوا أعزة كراماً، وأن يصمدوا في وجه عدوهم الغازي المستعمر ما بقيت في بنادقهم رصاصة... وما هي إلا دقائق معدودات حتى حدثت المعجزة، وتساقطت في أماكن تجمع دبابات الغازي المستعمر عشرات من كرات النفط المشتعلة (صنعتها من الأقمشة القديمة النساء، ورماها من الأسطح المطلة على ميدان المعركة الفتيان الصغار) فشبت النار في عدد كبير منها وانفجرت محركاتها وتناثرت شظاياها فدب في صفوف الغزاة المستعمرين الذعر، وعند ذلك استعاد المجاهدون في سبيل حرية الوطن أملهم بالنصر فحملوا حملة صادقة على العدو الغازي المستعمر أجبرته على التراجع، وشق الأبطال طريقهم إلى الأمام وهم يلوحون بأيديهم للنساء والفتيان الصغار الذين شاركوا في المعركة بقذائفهم النفطية، وحققوا النصر بانقاذهم المقاتلين في سبيل حرية الوطن من موت أكيد..
وما كاد ينتصف النهار حتى تحررت مدينة دمشق الباسلة وتلاقت جموع المجاهدين في سبيل حرية الوطن على ضفاف بردى في حين احتمى الغزاة المستعمرون بالقلعة والتجؤوا إلى (المزة) يعتصمون برباها الحصينة (المرتفعات القوية) وفرحت دمشق بنصرها.. وجن جنون المستعمر لهذه الهزيمة المنكرة فنصب مدافعه الثقيلة فوق (ذرا قاسيون) وروابي المزة وأعد طائراته القاذفة ثم أصدر أوامره إلى الجنود الغزاة بتدمير المدينة ودام القصف ستين ساعة كاملة ولكن المدينة الجميلة ظلت - صامدة- وواصلت كفاحها حتى انتزعت سورية العربية حريتها واستقلالها وتمتعت بسيادتها حتى تاريخ اليوم.
0 التعليقات